المفتاح 2: ما الذي يعتمد عليك؟
لديك قائمة طويلة من المهام التي عليك القيام بها: قضايا معلقة، مشاريع جارية، وحتى التزامات كبيرة لا يمكنك التخلي عنها، على الرغم من أن الاستمرار فيها يصبح أكثر صعوبة كل يوم. العبء ثقيل، بالنظر إلى ما قمت به من قبل، وما تعمل عليه حاليًا، وما ينتظرك في المستقبل.
في هذه الأوقات الصعبة - المشلولة، غير المطلعة على الرغم من توفر المعلومات، العالقة في المشاريع الحالية والمستقبلية - من الضروري أكثر من أي وقت مضى أن نفهم أننا، ككائنات متطورة، نجد أنفسنا أيضًا عالقين في كثير من الأحيان على طول مساراتنا.
عالقون عند الولادة، حتى نصل إلى سن يمكننا فيه الاعتماد على أنفسنا؛ عالقون في الدراسات الجامعية أو التدريب المهني الذي يؤهلنا؛ عالقون مع الآباء والأوصياء والموجهين والمعلمين... ومن ليس كذلك؟
وعندما نعتقد أننا وصلنا إلى مرحلة النضج الكافية وحرية معينة في التصرف، نجد أنفسنا مرة أخرى مقيدين بشخص آخر - رجل أو امرأة، شريكنا - الذي، على الرغم من أنه يفتح لنا مسارات جديدة، إلا أنه يحد أيضًا من حريتنا المطلقة. ثم يأتي الأطفال، والالتزام بتعليمهم، والبطالة، والرهن العقاري، والتقاعد، والشيخوخة، والمرض... والموت. هل هذه هي النهاية؟
كل شيء هو سلسلة لا نهائية من التبعيات التي قد لا تنتهي حتى مع الحياة نفسها، لأننا حتى نحن نعتمد على الله. كل واحد هو سجن صغير، حلقة تزيد من ثقل هذا التجسد: تخاف على وظيفتك، على عملك، على كل شيء يخرج عن سيطرتك؛ تخاف على عائلتك، على والديك وإخوتك، على أطفالك وشريكك؛ تخاف من الخسائر اللانهائية، الألم اللامتناهي؛ حتى أنك تخاف على العالم بأسره.
لكن المحارب له هدف واحد فقط. العقبات ليست أكثر من ذلك: خطوات صغيرة نحو الهدف.
”أنت تحزن على من لا يستحقون ذلك، وكلماتك ليست كلمات حكمة. الرجل الحكيم لا يشعر بالشفقة على الأحياء أو الأموات. الحياة والموت لا يختلفان. نحن موجودون منذ الأزل: أنا وأنت وأولئك الملوك. وسنبقى موجودين إلى الأبد.“
بهاغافاد غيتا
نحن مجرد عابرين. أنت لست من هنا: هذا مجرد حلم طويل. أحيانًا نحلم بألم من نحبهم؛ وأحيانًا، بألمنا نحن. نسمع صرخات أطفالنا ثم نستيقظ، وننظر حولنا، ونرى أحباءنا وأطفالنا ينامون بسلام في وطننا الحقيقي. ثم نفهم أن كل ذلك كان كابوسًا، وأننا في الواقع لم نتحرك من هناك أبدًا.
يحدث الشيء نفسه في هذه الحياة، فهي حلم، كما قال الشاعر. وهكذا، يمكننا سماع صوت سري من شخص تعرفه منذ الأزل، والذي سيقول لك دون كلمات عندما تستيقظ: ”استرح، لا داعي لتبرير نفسك. لا يوجد ذنب أو خطيئة. هذا اليوم الطويل قد انتهى: عد إلى بيتك الحقيقي.“
هذا مجرد فصل آخر في حياتك الأبدية، في الحياة الأولى. إذا نظرت حولك الآن، سترى أن كل شيء نسبي: هناك أشياء تعتمد عليك وأشياء لا تعتمد عليك. من جانبك أن تحب رغم كل شيء، أن تؤمن رغم الألم، أن تشفي، أن تهتم، أن تساعد، أن تثق، وأن تصبح قوياً، ليس لإنقاذ نفسك، بل لتعطي لمن يحتاجون. أن تحب بلا حدود. أن تحب بقوة المحارب الذي يقاتل أنانية روحه، ويقاتل جانبه المظلم، ليصبح شعلة في الليل. هذا يعتمد عليّ وعليك. الباقي ينتمي إلى عالم الوهم هذا.